القاهرة – الراية :من بين الخصال التي تميز بها شهر رمضان دونا عن غيره من الشهور في مصر وجود لُحمة حقيقية بين ابناء الاسرة الواحدة والعائلة الواحدة والاصدقاء والأصحاب الذين ينتظرون فرصة قدوم الشهر الكريم حتى تبدأ الولائم العائلية على الافطار مرة وعلى السحور مرة أخرى .. ليسود جو من المودة والرأي والتشاور في الهموم العائلية والاسرية.
هذه عادة حرص عليها ولا يزال ملايين المصريين عبر السنين لكن هذا العام حدث شيء مختلف عكر صفو هذه العادة او غير ملامحها المتوارثة بعدما رفعت بعض العائلات والاسر شعار مرحبا بولائم رمضان في الافطار والسحور ولكن عفوا ممنوع الكلام في السياسة.
وهو ما اثار العديد من علامات الاستفهام لدى الناس العاديين وخبراء علم النفس والاجتماع الذين رحب بعضهم بهذا الشعار وانتقده آخرون فرآه البعض محاولة انقاذ حقيقية من جانب بعض الاذكياء في الاسر المصرية لعدم خسارة اصدقائهم وخسارة معرفتهم ومودتهم بعدما اصبحت السياسة القاسم المشترك الاول في كافة الاحاديث المصرية داخل البيوت وفي العمل وداخل المسجد والنادي وفي الكنيسة.
ويرى مصريون بسطاء ان الافراط في الحوارات السياسية اصاب الاسر والعائلات المصرية بالصداع والخلاف والفرقة ورأيهم ان السياسة لاصحابها وليست لرجل الشارع العادي او لكل من هب ودب على حسب قولهم ليفتي في الشأن السياسي كما هو حاصل الآن.
ويؤكد أمجد محمود محاسب بشركة خاصة ان الوليمة التي يقيمها لعائلته واشقائه هذا الشهر قد رفعت نفس الشعار وهي ممنوع الكلام في السياسة وان كان الحضور بعدما جاءوا للمنزل لم يستطيعوا تجنب هذه الحوارات السياسية بعد أن اختفت مباريات كرة القدم اللعبة الشعبية الاولى في مصر ولم يعد يجد الناس شيئا يفرغون طاقاتهم وهمومهم فيه سوى السياسة، خاصة بعد إلغاء مسابقة الدوري العام اصبحت السياسة هي الهم الاول سواء بالخلاف حول الاخوان او بالاتفاق مع تحركات الجيش.
ويقول امجد انه يعتقد ان الكلام في السياسة نوع من الهوس الشعبي سيستمر لسنوات لان ما حدث في مصر بعد ثورة 25 يناير كان شيئا كبيرا حقا واستطاع أن يغير من طبيعة المصريين وسيكولوجيتهم النفسية.
اما الحاجة حنان – وهي ربة منزل التقت بها الراية فتقول ان بيتها منقسم بين فريقين الاول يضم اثنين من ابنائها ويرى ان الرئيس المعزول محمد مرسي كان على صواب وان هناك مؤامرة جرت لخلعه من الحكم والفريق الاخر يضم الاب وفتاتين يرون عكسهما تماما وان الجيش تصرف في الوقت المناسب لان استمرار مرسي اكثر من هذا كان كفيلا بجر مصر الى حرب اهلية وهو ما يصيب البيت بالصراخ والانقسام طول الوقت بين مؤيد ومعارض وقتما يلتقي الفريقان في الزيارات شبه اليومية لامهما وابوهما او عند التقائهما في الشارع او في المسجد او في اي مكان.
وتقول الحاجة حنان انها اتفقت مع زوجها بالفعل على تنظيم وليمة للاولاد وابنائهم خلال شهر رمضان لكن بشرط ان يؤكد عليهم الاب عدم الحديث في السياسة او التطرق لها ساعة الافطار وما بعده ويكفيهم ذكر الله والتفكر في عبادته وفرائضه.
وترى السيدة حنان ان مصر لم تر انقساما داخل البيوت وبين الاخوة والاهل مثلما هو حادث الان بهذا الشكل وتتضرع الى الله صباحا ومساء ان يصلح الاحوال ويوفق الجميع الى رؤية واحدة تصلح امر هذا البلد وتعلي من شأنه.
أما الحاجة صفاء فهي اكثر حزما من مواطنتها حنان فهي تشترط على من تقوم بدعوته على الإفطار ألا يتحدث في السياسة خاصة أن الجو العام المصري بدا متوترا للغاية فداخل العائلة يسيطر الانقسام بين من يرى أن ما حدث انقلابا عسكريا ولا يجوز أن يحدث انقلاب على رئيس منتخب والآخر الذي يؤيد ما حدث ويعتبر أن الجيش انتصر لإرادة ملايين المصريين الذين خرجوا الى الشوارع لذلك قررت صفاء الا يتحدث احد في السياسة من أجل الحفاظ على روحانيات الشهر الكريم كما قررت عدم مشاهدة أي من المسلسلات التي تضم إسقاطات سياسية حتى لا تكون مجالا لفتح الحوار والاشتباك بين الحضور.
ويضيف الحاج عبد الرازق أنه قرر أن تكون حفلات الإفطار التي ينظمها لأزواج بناته خارج المنزل وذلك تجنبا لمشاهدة التليفزيون حيث إنه لن يستطيع أحد أن يكون داخل المنزل دون ان نتابع القنوات الإخبارية خاصة في ظل انقسام الشارع بين التحرير ورابعة العدوية وهو ما ادى إلى انقسام المصريين لذلك قرر عبد الرازق إقامة الولائم في أماكن مفتوحة ” كي نشعر بعزلة عن العالم ويكون التركيز منصبا على الجو الأسري والروحانيات الخاصة بهذا الشهر ولنمنح لأنفسنا أداء الشعائر الدينية من خلال اداء صلاة العشاء والتراويح بعيدا عن أي أمور سياسية أو اي أشياء أخرى ” حسب تعبيره .
ويوضح د. أحمد مجدي حجازي استاذ الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة ان الانقسام داخل الاسر والعائلات المصرية اصبح ظاهرة في حاجة الى دراسة بالفعل لانه اصبح انقساما حقيقيا وليس شكليا بعدما استحكمت الازمة السياسية واصبح صداها يعود على الناس العاديين في الشارع مشيرا الى ان شعار ممنوع الكلام في السياسة الذي رفعته بعض الاسر هو شعار طيب تماما ولعله يهدأ قليلا من حدة الانقسام السياسي في البلد لأن هذا الانقسام سينعكس على الاجيال القادمة بكل عنف خاصة لو سارت الامور بهذا الشكل ولم يقف المصريون على شاطئ واحد ينشدون العدل والحرية والمساواة والنهضة والتطور.
ويؤكد حجازي ان العيادات النفسية اصبحت ممتلئة على عينها من ضحايا الخلاف السياسي خصوصا وان بعض الشخصيات ضعيفة وحساسة المشاعر ولا يستطيع قلبها او عقلها تحمل الانقسام والخلاف الذي احيانا ما يصل الى التشابك بالايدي واحيانا المشاجرة.
——————————————————————————-
أسئلة:
1) تعرفوا إيه عن شهر رمضان؟
2) إيه اللي اتغير في رمضان 2013؟
3) “ممنوع الكلام في السياسة” هل من حق أي حد إنه يحدد كلام ضيوفه؟ وهل شفتوا حاجة زي كدا قبل كدا؟ (احكوا مواقف من حياتكو)
4) إيه رأيكو في الحلول اللي قدمها بعض المصريين لتجنب الكلام في السياسة؟ هل عندكو حلول تانية؟
5) إقروا القراءة رقم 5 بعنوان مركز المشورة الأسرية وشوفوا إيه اللي ممكن يقدمه مركز المشورة دا للأسرة المصرية في الظروف اللي زي دي.
6) قدموا برنامج حواري وكل طالب يتبنى دور من الشخصيات اللي في المقال (مقدم البرنامحج / الأستاذ أمجد / الحاجة حنان / الحاجة صفاء / الحاج عبد الرازق / د. حجازي).
اترك تعليقًا