احتفلت النزيلة نادية فؤاد بعيد الأم الذي أقامته مصلحة السجون هذا العام داخل سجن القناطر، بعد مرور 22 عامًا من الحبس في جريمة مخدرات، وعينها تبكي لفراق أبنائها وأحفادها التي لم تراهم حتى الآن.
قالت نادية لـ”بوابة الأهرام” والحزن يملأ وجهها، “22 عامًا في أحضان هذا السجن، وجوه تأتي ووجوه تخرج إلي الدنيا وأنا أمضي في مكاني، حكم عليَّ بالسجن المؤبد بسبب جريمة مخدرات، خرج منها صاحبها، وخرج منها العديد من مروجي السموم في بلدنا بسبب نفوذهم، وتم الحكم عليَّ بحياة داخل أربعة جدران لا أري فيها أولادي ولم أشاهد أحفادي”.
استردت نادية كلامها بعد لحظات من الصمت وأكملت كلامها قائلة: قمت باستضافة فتاة مسلمة كانت تربطها علاقة عاطفية بشاب مسيحي بمنزلي، وتزوجا وأنجبا طفلة في الخفاء، وبناءً علي طلب من هذا الشاب باحتواء الفتاة وابنته حتى يتدبرا من أمرهما بسبب الأعراف والمجتمع والدين والذي يرفض ذلك، لكن الموقف الإنساني منعني من الرفض.
استكملت نادية: مرت عدة شهور، وفي إحدي الأيام خرج الشاب والفتاة ثم عادا إلي المنزل، وبعد لحظات من دخولهما اقتحم رجال الشرطة المنزل وقاموا بتفتيشه ووجدوا مخدرات، وقام الشاب والفتاة بتلفيق التهمة لي، وخرجا منها براءة وتم إسناد القضية كلها إليَّ، وقضت المحكمة علي بالسجن المؤبد.
بدأت نادية بالبكاء وتساءلت ما ذنب أبنائي الثلاثة في الحياة بدون أمهم؟، ما ذنبي في أن أعيش 22 عامًا انتظر فيه اليوم الذي أري أبنائي بين أحضاني؟، ماذا أفعل وأنا أتوق شوقًا في كل مساء لمشاهدة أحفادى الذين لا يعلموا أنني داخل هذا السجن منذ 22 عامًا؟.
أضافت نادية أن أولادها لا يبخلون بالزيارة عليها، كلما سنحت لهم الفرصة ذلك، وهى دائمة التواصل معهم، لكنها طالبت المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى، بالإفراج عنها لإمضاء أيامها المتبقية في الحياة بين أولادها وأحفادها، وقالت “لقد تعلمت درسًا أكثر من أن يتحمله بشر.. ومستحيل أن أسمح بدخول أحد منزلي مرة أخري”.
أوضحت نادية أنها تتعامل داخل السجن معاملة الكرام، وأن إدارة السجن لا تبخل عليها بالرعاية الصحية وتقديم جميع سبل الراحة، وأن اللواء محمد نجيب، مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون، دائمًا ما ينبه جميع المشرفين بالسجن لتوفير الرعاية الطبية لها ومراعاة عمرها.
1) اقروا الخبر دا من المصدر واسمعوا الست نادية وهي بتتكلم عن تجربتها وقارنوا بين الخبر المكتوب وبين اللقاء المسموع.
اترك تعليقًا