حقوق المرأة المصرية بعد ثورة يناير
بين مطرقة الإسلاميين و سندان العسكر ..
مستقبل مظلم للمرأة المصرية
من جريدة المهمة – 5 إبريل 2012 . إعداد : خالد بشندي
بينما كانت قوات الجيش تضرب و تسحل المتظاهرات المصريات في شارع القصر العيني، كان السلفيون، في السويس، يحتفلون بفوزهم في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية. احتفالات ذكورية خالية من النساء. تغنَّى السلفيون بوحدتهم مع الجيش، في الوقت الذي كان فيه رجال هذا الجيش يركلون و يضربون و يسحلون امرأة ملقاة في عرض الشارع غير قادرة على المقاومة، و لم يكتفوا بهذا بل جردوها من ملابسها على الملأ.
لم يثر هذا المشهد المؤلم، و غيره من مشاهد سحل و قتل النتطاهرين و المتظاهرات خلال فضّ اعتصام مجلس الوزراء، حفيظة الإسلاميين، أو أي من المتحدثين باسم الدين و الأخلاق ليل نهار. من أقاموا الدنيا و لم يقعدوها عندما نشرت الشابة علياء المهدي صورها عارية على مدونتها، لم يحرك معظمهم ساكنًا حين عرّى جنود الجيش المتظاهرة السلمية و سحلوها في الشارع.
و كي يبرروا لأنفسهم صمتهم و لا مبالاتهم صبّوا غضبهم على الضحية لا على الجلّاد . استنكروا خروجها من بيتها للتظاهر، و شككوا في الصور و مقاطع الفيديو ، بل و في أخلاق المتظاهرة نفسها.
مشهد يتسق تماما مع آراء السلفيين المعلنة المعادية للنساء. ألم يعلن الشيخ الحويني – أحد رموز الحركة السلفية – من قبل أن الجهل “فاش” في النساء. ألم يضع حزب النور السلفي وردة حمراء بدلا من صور مرشحاته لعضوية مجلس الشعب، كأنما يمارس وأدًا رمزيًا للنساء؟!
غير أن هذه المسألة لا تقتصر على الإسلاميين وحدهم، فيبدو أن الصراع على جسد المراة تحول إلى أولوية لكافة أطراف اللعبة السياسية في مصر كل على طريقته. السلفيون يرغبون في إعادتها غصبًا إلى البيوت و اقصائها من الفضاء العام، و الأخوان المسلمون يدعون إلى تغطيتها ، ، و العسكر يقومون بضربها و سحلها في الشوارع، أو بإخضاعها لاختبار كشف العذرية في المعتقلات. في حين تختزل النخبة العلمانية قضية المرأة و حقوقها في نقطة الحق في التعري، ووفق هؤلاء تصبح المسألة صراعا بين “البكيني و النقاب”.
لكن في خِضم هذا تخوض المرأة المصرية الثائرة (سافرة و محجبة و منتقبة) معركتها بعيدًا عن هؤلاء جميعا ، تقاتل في الشوارع و الميادين جنبًا إلى جانب الرجل من أجل الكرامة و الحرية غير عابئة بمن يحرِّمون خروجها من البيت أو ينتقدون انشغالها بالسياسة أو يشككون في أخلاقها
النشاط: برنامج التوك شو “مصر تتغير”
يستضيف البرنامج اليوم كلا من :
( المذيع ، الشيخ خالد عبد الله ، الفتاة المسحولة “غادة كمال” ، الناشطة نوارة نجم ، حقوقي )
مثلوا السكتش!
اترك تعليقًا